منظمات دولية تحذر: الحرارة الشديدة في غزة تضاعف أزمة الصحة للفلسطينيين
يونيو 23, 2024
822 3 دقائق
حذرت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، من أن الحرارة الشديدة في قطاع غزة قد تؤدي إلى تفاقم المشاكل الصحية للفلسطينيين الذين نزحوا بسبب القصف الإسرائيلي والعدوان والإبادة الجماعية في قطاع غزة.
حذر برنامج الأغذية العالمي من أن أزمة صحية عامة ضخمة تلوح في الأفق في غزة بسبب نقص المياه النظيفة والغذاء والإمدادات الطبية.
وقال ريتشارد بيبيركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة والضفة الغربية: “لقد شهدنا نزوحاً هائلاً خلال الأسابيع والأشهر الماضية، ونعلم أن هذا المزيج مع الحرارة يمكن أن يسبب ارتفاعاً في الأمراض”.
وأضاف، “لدينا تلوث المياه بسبب الماء الساخن، وسيكون لدينا المزيد من تلف المواد الغذائية بسبب ارتفاع درجة الحرارة. وسوف نحصل على البعوض والذباب، والجفاف، وضربة الشمس”.
تسببت الحرارة الشديدة في مقتل المئات في جميع أنحاء العالم مع بدء فصل الصيف في نصف الكرة الشمالي.
وقال بيبركورن إنه في غزة، بسبب سوء أوضاع المياه والصرف الصحي، ارتفع عدد حالات الإسهال 25 مرة عن المعتاد.
وترتبط المياه الملوثة وسوء الصرف الصحي بأمراض مثل الكوليرا والإسهال والدوسنتاريا والتهاب الكبد الوبائي، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إنّ حياة مئات الآلاف من سكان قطاع غزة، الذين يسكنون الخيام، أصبحت أكثر صعوبة مع ارتفاع درجات الحرارة القاسية في الصيف.
ولفتت الصحيفة إلى تصريح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الذي قال فيه: “إنّ نسبة كبيرة من سكان غزة يواجهون ظروفاً تشبه المجاعة”، وذلك في وقت تواصل فيه وكالات الإغاثة الدعوة للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع المدمر.
وأوضحت الصحيفة أنّ الوضع الإنساني أصبح أكثر خطورة، وأنّ الحياة صارت أكثر صعوبة بالنسبة لهؤلاء السكان المهجرين والمشردين الذين يكافحون من أجل البقاء، مع وجود القليل من الكهرباء والغذاء والمياه النظيفة.
ونقل تقرير للصحيفة الأمريكية عن سكان شمال القطاع، معاناتهم مع النقص الحاد في الغذاء وسط تباطؤ حركة المساعدات إلى منطقتهم.
ولم تتمكن منظمة الصحة العالمية من القيام بعمليات إجلاء طبي من غزة منذ إغلاق معبر رفح في أوائل شهر مايو.
وقال بيبيركورن إن ما يقدر بنحو 10 آلاف مريض ما زالوا بحاجة إلى الإجلاء الطبي من غزة، نصفهم يعانون من أمراض مرتبطة بالحرب.
وأدى الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي إلى استشهاد أكثر من 37400 شخص في الأراضي الفلسطينية التي تحكمها حماس، وفقا للسلطات الصحية هناك.
يعاني قطاع غزة من كارثة إنسانية مستمرة منذ ما يقرب من ثمانية أشهر منذ أن شنت إسرائيل هجوما مدمرا.
وضربت موجة حر شديدة قطاع غزة، هذا الأسبوع، حيث تجاوزت درجات الحرارة 38 درجة مئوية، مما تسبب في جعل الحياة لا تطاق بالنسبة لمئات الآلاف من الأشخاص النازحين الذين يكافحون لإعادة بناء حياتهم في مخيمات الخيام.
وقال محمد فياض، وهو صيدلي نازح بدأ ببيع الأدوية من خيمة بناها من ألواح خشبية وستائر وقطع معدنية في مخيم للنازحين في منطقة المواصي: “هذا الطقس الحار يمثل تحديا لنا”.
بدون كهرباء أو مصادر طاقة بديلة، قال فياض البالغ من العمر 32 عاما، إنه لا يستطيع الحفاظ على الأدوية، التي يشتريها من الصيدليات التي اضطرت إلى الإغلاق، مخزنة بدرجات حرارة باردة بما يكفي لمنعها من التلف.
وقال فياض، متحدثا من صيدليته المؤقتة التي أطلق عليها اسم “جوليا” تيمنا بابنته البالغة من العمر ثلاث سنوات: “50 بالمئة من الأدوية للأمراض المزمنة غير متوفرة، لأنه ليس لدينا أي مصدر للطاقة للحفاظ عليها باردة”.
ويحاول فياض إيجاد طرق لتوليد الطاقة لثلاجة لتخزين الأدوية.
واضطر ما يقرب من مليوني فلسطيني في قطاع غزة إلى الفرار من منازلهم تحت القصف الإسرائيلي وأوامر الإخلاء العسكرية. وأجبر الكثيرون على العيش في خيام لا توفر سوى القليل من الحماية من الأشهر الباردة والممطرة في وقت سابق من الحرب ولا تقدم لهم أي حماية ضد موجات الحر الحارقة والطقس الرطب الآن.
وفي ظل موجة الحر الشديدة التي يشهدها قطاع غزة، يسعى الآباء جاهدين للحصول على الماء لتبريد أطفالهم وحمايتهم من الحرارة اللاهبة، على الرغم من شح المياه وصعوبة الحصول عليها في القطاع. ومما يزيد الأمر سوءا، فإن الطقس الحار يوفر بيئة مثالية لانتشار الحشرات الناقلة للأمراض.
من جهته، تحدث محمد أبو حطب، وهو أب لأربعة أطفال، من بينهم طفل يبلغ من العمر 7 أشهر: “لسعت الحشرات والبعوض أطفالي بسبب غياب ظروف النظافة في الجوار، والصرف الصحي يتسرب في كل مكان تقريبا”.
وتمضي عائلته أيامها في الخارج، تحت ظل الخيام المصنوعة من النايلون، التي تحجز الحرارة وتجعل البقاء تحت الخيام خانقا، وفقا للصحيفة الأميركية.
وتابع أبو حطب، البالغ من العمر 33 عاما: “اضطررت إلى تجريد أطفالي من ملابسهم باستثناء ملابسهم الداخلية فقط”، وأضاف “الخيمة وموجة الحر ورعب هذه الحرب كلها كابوس. كيف يمكن لأطفالي أن يعيشوا بصحة وأمان؟”.
وخلال الأسابيع الماضية، أدت التقارير القاتمة الواردة من غزة عن أشخاص يقتاتون أوراق الشجر وعلف الحيوانات بينما يُنهك الأطفالَ سوء التغذية، إلى تركيز الانتباه على النقص الكبير في المساعدات الغذائية، ناهيك عن الأدوية وغيرها من الضروريات الأساسية.
وأكدت الأونروا أن النازحين في غزة يعانون من نقص حاد في إمدادات المياه، حيث يحصلون على لتر واحد فقط من المياه يومياً في المتوسط، وهو أقل بكثير من الكمية المطلوبة بحسب المعايير الدولية التي تبلغ 15 لتراً يومياً.