أخبارتغير المناخ
عضو سابق بمجلس اليونيسكو: كوكب الأرض شهد 5 إنقراضات جماعية منذ 2.45 مليار سنة.. وقريبا سنشهد الإنقراض السادس
كشفت الدكتورة إيناس أحمد العضو السابق بمجلس اليونيسكو الدولي للجيوبارك أو المحميات الأكثر استدامة، واستاذ الحفريات والطبقات بكليه علوم البترول والتعدين جامعة مطروح المصرية، أن التغيرات المناخية ليست بجديدة علي كوكب الأرض، وأن الأرض طيلة تاريخها تعرضت لأسواء التغيرات المناخية منذ ما يقرب من 2.45 مليار سنة، مبينة أن كوكب الأرض تعرض بالفعل لخمسة انقراضات جماعية وعدد لا حصر له من الإنقراضات الصغيرة نتيجة للتغيرات المناخية المتتالية.
العضو السابق بمجلس اليونيسكو الدولي للجيوبارك في حوارها، شددت على أهمية دراسة العلماء المصريين والعرب للتاريخ الجيولوجي للمنطقة بشكل متكامل، خاصة وأن التاريخ الجولوجي يقدم بالفعل سجلات لتعرض الأرض للاحتباس الحراري طيلة ملايين السنين، موضحة أن مصر بها أكثر من 300 موقع يمكن أن يمنحنا أدلة واقعية للتغيرات المناخية منذ عصر الديناصورات.
وإلي نص الحوار
** كمتخصصة في علم الحفريات ودراسة تاريخالأرض كيف ترين تاثير التغيرات المناخية عليالطبيعة الحيوية لكوكب الأرض؟
في البداية علي الجميع أن يدرك جيدًا أن التغيرات المناخية التي يتعرض لها كوكب الأرض ليست ظاهرة حديثة، بل هي ظاهرة طبيعيه تحدث وستحدث وتمتد جذورها إلى العصور الجيولوجية القديمة، أي منذ ملايين السنين، ولكنها تزداد شدة مع تزايد المسببات التي تزيد من وتيرتها، مما ينعكس بشكل مباشر على وتيرة الانقراض التي تتعرض له الكائنات المختلفة، وطيلة تاريخ الأرض حدثت خمسة عمليات انقراض جماعية، بدأت قبل نحو 2.45 مليار، وانتهت بانقراض العصر الطباشيري أي منذ نحو 66 مليون عام.
هل معني ذلك أن التغيرات المناخية وتأثيرهاعلي كوكب الأرض حالة قديمة ومستمرةومتعاقبة؟
هناك فرق بين الانقراض الجماعي واسع النطاق للأنواع الحيوانية والنباتية في فترة زمنية قصيرة من الناحية الجيولوجية، وبين الانقراضات الصغيرة، وهو انقراض جماعي مستمر ناجم عن النشاط البشري، ومؤخرًا شهدت كوكب الأرض بعض الانقراضات لبعض الكائنات، ولفهم هذه التغيرات يتطلب فهم ودراسة السجل الجيولوجي والحفرى، والذي يضم معلومات هامة حول الفترات المناخية وعلاقتها بالانقراض، وبخاصة الانقراضات الجماعية الخمسه التي مر بها كوكب، بدايه من قبل الكمبرى، وحتى العصر الحديث.
** لكن لماذا يتم تناول التغيرات المناخية وكأنناعلى كوكب الأرض حديثي العهد بها؟ ولماذا لمنتخذ من التغيرات الخمسة السابقة خبرةللتعامل معها؟
لا ننسي أن التغيرات المناخية الحادة لا تحدث إلا مرات متباعدة على مدار ملايين السنين، بمعني أن التغيرات المناخية الأولى لم يكن الإنسان يستحوذ فيها علي الأرض، لكن الأهم أن التغيرات المناخية خلال العقود الأخيرة من أبرز القضايا البيئية في العصر الحديث، ولها تأثيراتها الواسعة النطاق على مختلف النظم البيئية، وبخاصة في مصر والمنطقة العربية، حيث تتجلى هذه التغيرات في العديد من الأبعاد الجغرافية والبيولوجية، ومع التغيرات الملحوظة في درجات الحرارة، والتي تشهدها المنطقة وأنماط هطول الأمطار، ما يؤثر على مواردها المائية والزراعية، والتي ستؤثر بشكل مباشر على الحياة النباتية والحيوانية وبالطبع الإنسان، ومن المتوقع أن تؤدي هذه التغيرات إلى زيادة في درجات الحرارة السنوية، وزيادة في حدوث الظواهر الجوية القصوى، مثل العواصف الرملية والجفاف وموجات الحر.
** وكيف يمكن فهم التغيرات المناخية من خلالعلوم الجيولوجيا والحفريات؟
علوم الجيولوجيا وعلوم الحفريات بالإضافة إلي تغير المناخ من التخصصات المترابطة التي تساهم في فهمنا لتاريخ كوكب الأرض وسيناريوهات المناخ المستقبلية، ولفهم التغيرات التي مرت على كوكب الأرض كان لابد من دراسة وفهم علم الحفريات، وهو أحد أفرع علم الجيولوجيا، والذي يركز على دراسة الحياة والمناخ والبيئة القديمه من خلال دراسة الحفريات، حيث يستخدم العلماء الحفريات لإعادة بناء البيئات القديمة، وفهم العلاقات التطورية، وتتبع التغيرات في التنوع البيولوجي القديم على مر الزمن الجيولوجي.
** وما هي الأدوات التي يستخدمها علماءالجيولوجيا لفهم التغيرات التي حدثت لكوكبالأرض وعلاقته بالمناخ؟
أول وأهم أداه يستخدمها العلماء بالطبع الحفريات الفقارية كالديناصورات وغيرها، خاصة وأن تلك الحفريات توفر نافذة فريدة لاستكشاف وفهم التغيرات البيئية القديمه والمناخية التي شهدتها المنطقة عبر العصور الجيولوجية وأثارها على الحياة خلال تلك الفترات الزمنية، فالحفريات وبخاصة الحفريات الفقارية ليست مجرد كائنات كانت تحيا على كوكب الأرض، بل هي دليل ومصدر للمعلومات المناخية والتغيرات البيئية التي مرت على المنطقه والكوكب، لذا تُعد السجل المناخي البيئي الذى يعتمد عليه العلماء لفهم التغيرات البيئية والمناخية في الماضي، وتأثيرات المناخ على التنوع الحيوي، وكيفية تأقلمه أو تأثره ثم تعرضه للانقراض.
** لذا طالبتي بضرورة دراسة التاريخ الجيولوجيلمصر والمنطقة العربية؟
بالطبع، خاصة واننا لا نهتم بدراسة تاريخ الارض ومدي التأثيرات التي تعرضت لها، رغم أن دراسة التاريخ الجيولوجي من الأهمية التي تجعلنا لا نتأخر عن ذلك، فبدراسة التاريخ الجيولوجي يمكننا أن نرصد التواجد الحفري الفقاري، والذي يتنوع في الحجم ما بين الميكرسكوبي، اي الذى لا يُرى سوى بالميكروسكوب، أو الضخمه كبقايا عظام الديناصوريات وغيرها، وتختلف أنواع الحفريات الفقاريه ما بين بقايا الفقاريات، مثل الأسماك، والزواحف، والطيور، والثدييات والتي عاشت في العصور الجيولوجية القديمة.
** وهل هناك محاولات لتعميق تلك الدراسةلفهم التغيرات المناخية؟
إلي حد كبير، ففي مصر علي سبيل المثال تم رصد اكثر من 300 موقع ذا إنتاجيه عاليه للحفريات الفقارية في مصر، والتي تعطي نظرة ثاقبة على البيئات القديمة والمناخ القديم ما بين غابات استوائية ومستنقعات وصحارى وبحار داخلية وجبال وأنهار والتي كانت موجودة في مصر، وساعدت في فهم التغيرات المناخية التي شهدتها المنطقة بما في ذلك الفترات التي كانت فيها معظم مصر مغطاة بمياه جد البحر المتوسط “بحر التيبيس.
** وما هي الأدلة التي قد تؤكد أوتنفي أهمية دراسة التاريخالجيولوجي؟
يكفي أن السجلات الجيولوجية وفرت أدلة حاسمة على أحداث التغيرات المناخية خلال العصور المختلفة مثل العصور الجليدية، وفترات الاحترار، مثل الحد الحراري الأقصى للعصر الباليوسيني والأيوسيني، بالإضافة إلي بيانات التحولات في تكوين الغلاف الجوي، مثل التغيرات في مستويات ثاني أكسيد الكربون، ولفهم هذا السجل تم تتبع أماكن تواجد تلك الحفريات والتي تتواجد في مناطق محدده بشكل مكثف نتيجة الظروف والعوامل التي ساعدت في بقائها كحفريات لتصل لنا.