أخبار
تغير المناخ يؤثر سلبًا على تعليم الأطفال في أنحاء العالم.. آثار الكوارث المناخية تهدد الأطفال قبل ولادتهم وعواقب طوال حياتهم
صدرت أوامر بإغلاق المدارس في جميع أنحاء جنوب السودان مع اجتياح موجة حارة تصل إلى 45 درجة مئوية في جميع أنحاء البلاد.
وفي السنوات الأخيرة، تسببت الفيضانات الشديدة بالفعل في تعطيل الدراسة بشكل كبير في جنوب السودان، حيث يكمل الأطفال، في المتوسط، أقل من خمس سنوات من التعليم الرسمي طوال حياتهم .
على الصعيد العالمي، فإن المناطق التي يكون فيها الناس أكثر عرضة لآثار تغير المناخ – من حيث خطر حدوث الضغوطات الضارة والموارد المتاحة للتكيف – هي أيضًا مناطق يتلقى فيها الأطفال بالفعل سنوات دراسية أقل.
باحثون مهتمون بكل من تغير المناخ والتعلم، من جامعات أوسلو وجامعة ماكواري، وجامعة كولومبيا، فوجئوا أن معظم المناقشات العامة في هذا المجال تتعلق بأفضل السبل لتعليم الأطفال حول تغير المناخ كجزء من المنهج الدراسي، في الآونة الأخيرة، قام الباحثون بدراسة سؤال أقل مناقشة، ولكن يمكن القول أنه أكثر أهمية: كيف يؤثر تغير المناخ على تعليم الأطفال في جميع أنحاء العالم؟
في ورقة بحثية حديثة نشرت في مجلة Nature Climate Change ، تم مراجعة الدراسات التي تربط الأحداث المرتبطة بتغير المناخ أو “الضغوط المناخية” بنتائج التعليم، واحدة من أوضح الروابط كانت بين التعرض للحرارة وانخفاض الأداء الأكاديمي.
انخفاض درجات المراهقين في الرياضيات بسببدرجة الحرارة
دراسة في الولايات المتحدة، وجدت أن درجات المراهقين في الرياضيات انخفضت بشكل ملحوظ في الأيام التي تزيد فيها درجة الحرارة عن 26 درجة مئوية. في الصين ، ارتبطت درجات الحرارة الأكثر سخونة في يوم الاختبار بانخفاض في أداء الامتحان يعادل خسارة ربع عام – أو عدة أشهر – من الدراسة.
ولكن ليس فقط أيام الاختبار هي التي تهم. تشير الدراسات إلى أن درجات الحرارة المرتفعة تؤثر أيضًا على التعلم على مدى فترات زمنية أطول. على سبيل المثال، تراجعت درجات اختبار التلاميذ عندما كانت هناك أيام أكثر حرارة خلال العام الدراسي، وحتى عندما حدث الطقس الأكثر حرارة قبل ثلاث إلى أربع سنوات من يوم الامتحان.
تسلط مراجعة الباحثين الضوء أيضًا على كيف أن الكوارث الإقليمية المرتبطة بالمناخ، مثل حرائق الغابات والعواصف والجفاف والفيضانات، تؤدي إلى إبقاء العديد من الأطفال خارج المدرسة تمامًا، يمكن أن تمنع الفيضانات الأطفال من السفر إلى المدرسة وتسبب أضرارًا للمباني والمواد المدرسية، مما يعطل التعلم ويقلل درجات الاختبارات.
وفي البلدان النامية، عادة ما تتسبب العواصف وحالات الجفاف في ترك الأطفال للمدارس بشكل دائم للانضمام إلى القوى العاملة وإعالة أسرهم. الأطفال في البلدان ذات الدخل المرتفع ليسوا محصنين.
إنهم يتغيبون عن أيام الدراسة بسبب الأعاصير وحرائق الغابات ، ولهذا الغياب آثار قابلة للقياس على نتائج التعليم.
ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى انخفاض درجاتالاختبار
يمكن لآثار الكوارث المناخية أن تؤثر أيضًا على الأطفال قبل ولادتهم مع عواقب يتردد صداها عبر حياتهم. على سبيل المثال، كان الأطفال الذين كانت أمهاتهم حوامل أثناء إعصار ساندي أكثر عرضة للتشخيص باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، وهي حالة يمكن أن تجعل التعليم أكثر صعوبة.
وفي الهند، وجد الباحثون أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى انخفاض درجات الاختبار بسبب فشل المحاصيل وسوء التغذية، مما يسلط الضوء على أهمية الروابط غير المباشرة بين الضغوطات المناخية والمشاركة المدرسية والتعلم اللاحق.
الظلم التربوي
يشير تحليل الباحثين إلى أن تغير المناخ سيؤدي إلى تفاقم عدم المساواة القائمة في الوصول إلى التعليم والتحصيل العالمي، حيث تواجه المجموعات المحرومة بالفعل أكبر انتكاسات التعلم.
وفي الولايات المتحدة، كان للحرارة تأثيرات أسوأ على درجات الامتحانات للأقليات العرقية والإثنية والأطفال الذين يعيشون في المناطق التعليمية ذات الدخل المنخفض.
في أعقاب الإعصار القوي الذي ضرب الفلبين، كان الأطفال الذين كانت لدى أسرهم موارد مالية أقل وشبكات اجتماعية أصغر أكثر عرضة للتسرب من المدرسة من جيرانهم ذوي الموارد الأفضل. وفي السياقات التي يكون فيها تعليم الفتيات أقل أولوية من تعليم الأولاد، فإن حضورهن في المدارس ونتائج الامتحانات قد تأثر بشكل أكبر في أعقاب ضغوطات تغير المناخ مثل الجفاف والعواصف.
اتخاذ الإجراءات اللازمة
إن تأثيرات تغير المناخ على التعليم واضحة بالفعل على نطاق واسع، على الرغم من أن حجم المشكلة هائل، إلا أن هناك العديد من الطرق لاتخاذ الإجراءات اللازمة. والأمر الأكثر أهمية هو ضرورة الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري على وجه السرعة من خلال الحد من انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي.
وفي الوقت نفسه، يجب حماية تعليم الأطفال من الضغوطات الناجمة عن تغير المناخ والتي تحدث بالفعل. وتشمل التدابير المحتملة تركيب تكنولوجيات التبريد، والتخطيط الفعال للاستجابة للكوارث، وبناء مدارس قادرة على مقاومة الضغوطات ومعالجة التفاوتات العالمية المنهجية المتعلقة بالتمييز الاجتماعي والاقتصادي والجنساني والعنصري.
إن منع الإضرار بتعليم الأطفال هو هدف نبيل في حد ذاته. لكن تحسين التعليم يمكن أن يساهم أيضًا في زيادة الوعي ومحو الأمية المناخية ، مع التخفيف من تغير المناخ وجعل الأطفال أكثر قدرة على الصمود في مواجهة الضغوطات المناخية.
يمكن للتعليم أن يساعد في مكافحة تغير المناخ. ولكن يجب علينا أيضًا أن نكافح تغير المناخ لمنع الإضرار بالتعليم. وبدون اتخاذ إجراءات، يصبح مستقبل الشباب في جميع أنحاء العالم على المحك.
كيتلين إم برنتيس هي زميلة ما بعد الدكتوراه في قسم علم النفس بجامعة أوسلو . فرانسيس فيرجونست هو أستاذ مشارك في الصعوبات النفسية والاجتماعية في جامعة أوسلو . هيلين لويز بيري أستاذة فخرية في مركز أبحاث النظم الصحية والسلامة بجامعة ماكواري . كيلتون مينور هو عالم أبحاث ما بعد الدكتوراه في العلوم الاجتماعية والسلوكية الحسابية في جامعة كولومبيا .