أخبارصحة الكوكب

أكثر من 70% من القوى العاملة في العالم معرضة لخطر الحرارة الشديدة.. كيفية تجنب مخاطر الحرارة الزائدة

يتعرض أكثر من 70% من القوى العاملة في العالم لخطر الموت أو الإصابة نتيجة للحرارة الشديدة.

تقول الأمم المتحدة إن 2.4 مليار شخص معرضون للخطر بسبب “موجات الحر الشديدة المتزايدة الناجمة إلى حد كبير عن أزمة المناخ الناجمة عن الوقود الأحفوري والتي سببها الإنسان”.

ويدعو الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى التعاون الدولي للحد من المخاطر. وفي حديثه في يوليو 2024، قال: “إن الحرارة الشديدة لها تأثير شديد على الناس والكوكب، ويتعين على العالم أن يرتقي إلى مستوى التحدي المتمثل في ارتفاع درجات الحرارة”. ويدعو غوتيريش إلى اتخاذ إجراءات في أربعة مجالات، تشمل:

  • رعاية الفئات الضعيفة
  • حماية العمال
  • استخدام البيانات والعلوم لتعزيز المرونة
  • الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية من خلال استبدال الوقود الأحفوري بالطاقة المتجددة

    من هم الأكثر عرضة للخطر؟

    يمكن أن تضرب موجات الحر معظم مناطق العالم، بما في ذلك المناطق القطبية، ولكن المناطق الحارة تقليديا تشكل مخاطر متزايدة على العمال مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

يوضح الرسم التوضيحي أدناه، الصادر عن منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة، المناطق التي يتعرض فيها العمال لأكبر قدر من الحرارة الشديدة.

في أفريقيا، يتعرض ما يقرب من 93% من القوى العاملة للحرارة الشديدة، وفي شبه الجزيرة العربية، يواجه أكثر من 83% من العمال حرارة مفرطة.

 

 

يواجه مليارات العمال مخاطر ناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة نتيجة ارتفاع حرارة الكوكب

 

وفي أوروبا وآسيا الوسطى، يتزايد خطر تعرض العمال للحرارة الشديدة بشكل أسرع من أي مكان آخر في العالم، حيث ارتفع بنسبة تزيد عن 17% منذ عام 2020.

يحدد المعهد الوطني الأمريكي للسلامة والصحة المهنية (NIOSH) العمال الأكثر عرضة للخطر بسبب الحرارة الزائدة، ويشملون “رجال الإطفاء، وعمال المخابز، والمزارعين، وعمال البناء، وعمال المناجم، وعمال غرف المراجل، وعمال المصانع وغيرهم”.

تقول المؤسسة الوطنية للسلامة والصحة المهنية، إن العمال الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر، والذين يعانون من زيادة الوزن أو أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم، معرضون لخطر أكبر بسبب الحرارة الشديدة.

ما هي تأثيرات الحرارة الشديدة على صحة الإنسان؟

حذر الأمين العام للأمم المتحدة في خطابه في يوليو 2024 من أن الحرارة الزائدة تسبب ما يقرب من 23 مليون إصابة في مكان العمل حول العالم.

ويقول تقرير منظمة العمل الدولية إن الإجهاد الحراري “قاتل غير مرئي”، مضيفًا أنه “يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على العمال في العمل، من خلال التسبب في أمراض مثل الإجهاد الحراري وضربة الشمس وحتى الموت.

وعلى المدى الأبعد، يصاب العمال بأمراض مزمنة خطيرة وموهنة، تؤثر على الجهاز القلبي الوعائي والجهاز التنفسي، وكذلك الكلى”.

وتقول منظمة العمل الدولية إن 26.2 مليون شخص يعانون من أمراض الكلى المزمنة نتيجة للإجهاد الحراري في مكان العمل.

متوقع أن تؤدي موجات الحر إلى وفاة 1.6 مليون شخص على مستوى العالم
متوقع أن تؤدي موجات الحر إلى وفاة 1.6 مليون شخص على مستوى العالم

ويربط المنتدى الاقتصادي العالمي بين الاحتباس الحراري العالمي والمخاطر التي تهدد صحة مليارات البشر في تقرير يصدر عام 2024، والذي ينظر إلى ما هو أبعد من تأثير الحرارة المفرطة في مكان العمل.

خلصت دراسة “قياس تأثير تغير المناخ على صحة الإنسان” إلى أن الأحداث الجوية المتطرفة، بما في ذلك موجات الحر، مسؤولة بالفعل عن عشرات الآلاف من الوفيات، مع تسليط الضوء على 62 ألف حالة وفاة تعزى إلى موجة الحر الأوروبية التي حدثت بين مايو وسبتمبر 2022.

ويتوقع التقرير أن تؤدي موجات الحر إلى وفاة نحو 1.6 مليون شخص على مستوى العالم بحلول عام 2050، وأن الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً فأكثر هم الأكثر عرضة لدرجات الحرارة القصوى المستمرة. ومن المرجح أن تشهد مناطق مثل جنوب شرق آسيا تأثيرات صحية متزايدة نتيجة لموجات الحر المستمرة في المستقبل.

في ظل التهديدات التي يشكلها تغير المناخ على الصحة العامة، وخاصة بالنسبة للفئات الضعيفة، يهدف تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي إلى تحديد التقاطعات الصحية المناخية التي تحتاج إلى اهتمام فوري. يحلل تقرير “التأثيرات الصحية لتغير المناخ: المشهد الدليل ودور القطاع الخاص”، الذي تم إعداده بالتعاون مع شركة LEK Consulting، هذه التأثيرات، ويحدد الثغرات البحثية ويقدم إرشادات بشأن إجراءات القطاع الخاص لتحسين النتائج الصحية.

خطر الحر على العمال في الشارع

 

يشكل التقرير جزءًا من مبادرة المناخ والصحة الأوسع نطاقًا للمنتدى، والتي تسعى إلى تحسين قدرة المجتمع على معالجة التأثيرات الصحية لتغير المناخ ، مثل موجات الحر الشديدة، وتوحيد الصناعة والحكومة والقادة الدوليين لإنشاء استراتيجيات تعاونية وتبادل أفضل الممارسات.

وتشمل أهدافها زيادة الوعي بتغير المناخ، وتقييم آثاره على الصحة والاقتصاد، وتعزيز التعاون بين القطاعات من أجل مجتمع أكثر مرونة.

العمال أكثر عرضة لخطر تغير المناخ وارتفاع الحرارة

 

كيفية تجنب مخاطر الحرارة الزائدة

وتقول منظمة العمل الدولية إن هناك تدابير بسيطة وفعالة للتخفيف من مخاطر الحرارة الزائدة في مكان العمل، مثل ضمان الترطيب الكافي وتوفير مناطق راحة باردة ومظللة.

وعلى المستوى الاستراتيجي، تريد الحكومة تحديث اللوائح القديمة وتوسيع نطاق حماية العمال إلى ما هو أبعد من الفترات المصنفة رسميا على أنها موجات حر.

إشراك العمال في وضع سياسات لمواجهة ضغوط الحرارة في ظل ارتفاع درجات الحرارة العالمية سوف يكون أمراً بالغ الأهمية لتحقيق النجاح.

وتقول منظمة العمل الدولية، إن التعاون وتبادل المعرفة عبر الحدود من شأنه أن يسرع من التقدم في السياسات الرامية إلى حماية مليارات العمال من التهديد المتزايد للحرارة المفرطة.

العمال
العمال أكثر من يتحمل العواقب في الحرارة الشديدة

إغلاق