أخبارصحة الكوكب
خفض انبعاثات الميثان يساعد على تحسين صحة الإنسان وتخفيف الضغط على أنظمة الرعاية الصحية وعيش حياة أفضل
خفض انبعاثات الميثان اليوم يساعد في مكافحة تغير المناخ وتعزيز اقتصادنا وتحسين صحة الإنسان وتخفيف الضغط على أنظمة الرعاية الصحية ومساعدة المواطنين على عيش حياة أفضل
تؤدي العديد من الأنشطة البشرية إلى إطلاق غاز الميثان في الغلاف الجوي، وتعد الزراعة ومكبات النفايات ومياه الصرف الصحي وإنتاج وتوزيع الوقود الأحفوري من أكبر المساهمين في هذا.
وتشكل هذه الأنشطة ما يقرب من 60% من انبعاثات الميثان العالمية، وتمثل المصادر الطبيعية نسبة 40% المتبقية من الانبعاثات.
مثل ثاني أكسيد الكربون (CO2 ) ، يعد الميثان غازًا دفيئًا قويًا، ويُقدر أنه مسؤول عن أكثر من 40% من ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي الأخيرة، ومع ذلك، فإن عمر الميثان في الغلاف الجوي (الوقت الذي يستغرقه للتحلل إلى شيء آخر) يبلغ حوالي 12 عامًا فقط، وهو أقصر كثيرًا من ثاني أكسيد الكربون .
وهذا يعني أن خفض انبعاثات غاز الميثان يمكن أن يكون له استجابة أسرع من ثاني أكسيد الكربون في إبطاء ارتفاع درجات الحرارة العالمية.
يساهم الميثان أيضًا في تكوين الأوزون الأرضي (التروبوسفير)، وهو ملوث خطير للهواء، يعلم الكثير من الناس أن طبقة الأوزون في الغلاف الجوي العلوي تساعد في حمايتنا من الأشعة فوق البنفسجية الضارة القادمة من الشمس، وقد بُذلت جهود لحماية طبقة الأوزون بعد عقود من التدهور.
يسبب أمراض الجهاز التنفسي
ومع ذلك، فإن الأوزون المنطلق عند مستوى الأرض يمكن أن يكون ضارًا للغاية لأنه يتفاعل بقوة مع أنسجة الرئة، مما يسبب أمراض الجهاز التنفسي لدى البشر بالإضافة إلى إتلاف المحاصيل والنباتات الطبيعية.
تشير التقديرات الأخيرة إلى أن ما يقرب من مليون شخص يموتون قبل الأوان كل عام بسبب التعرض للأوزون التروبوسفيري الضار، 24000 منهم في الاتحاد الأوروبي.
وقد درست ورقة بحثية جديدة صادرة عن مركز الأبحاث المشترك هذه التأثيرات، وسلطت الضوء على كيف يمكن للتعاون الدولي المعزز من خلال التعهد العالمي بخفض انبعاثات الميثان أن يساعد في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وتحسين الصحة البشرية وتحسين غلة المحاصيل – إذا تحركنا بسرعة.
تأثير الميثان على الأوزون
وفي حين أن الخلفية الطبيعية (غير الناجمة عن النشاط البشري) هي المساهم الأكبر في مستويات الأوزون، فإن الدراسة وجدت أن الميثان مسؤول عن 35% من الأوزون الضار على مستوى العالم ونحو 37% في الاتحاد الأوروبي.
وعلى الصعيد العالمي، من المتوقع أن تزيد الوفيات المرتبطة بالأوزون بسبب انبعاثات الميثان بنسبة 7% على الأقل بحلول عام 2050 مقارنة بعام 2015، حتى في ظل أكثر سيناريوهات التخفيض صرامة.
كما يساعد خفض انبعاثات الميثان في الحد من الأضرار التي تلحق بالمحاصيل بسبب الأوزون.
وتشير تقديرات الدراسة إلى أنه إذا استمرينا في انبعاثات الميثان المرتفعة، فقد نشهد بحلول عام 2050 خسائر في غلة المحاصيل تتراوح بين 404 و566 مليون دولار .
في حين أن اتخاذ إجراءات قوية تؤدي إلى “سيناريو تخفيف مرتفع” يمكن أن يقلل بشكل كبير من هذه الخسائر مع توفير ما يصل إلى 39-48 مليون دولار أميركي في أوروبا وحدها.
الالتزامات الدولية
التعهد العالمي بخفض انبعاثات الميثان، الذي أطلقه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في مؤتمر المناخ (COP26)، هو التزام طوعي جماعي بخفض انبعاثات الميثان العالمية من صنع الإنسان بنسبة 30% على الأقل عن مستويات عام 2020 بحلول عام 2030. ويشارك في هذا التعهد الآن 158 دولة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي.
في عام 2020، اعتمد الاتحاد الأوروبي استراتيجية الميثان، وهي خطة شاملة للحد من انبعاثات الميثان. وتركز الاستراتيجية على إجراءات الاتحاد الأوروبي والدولية، وخاصة في قطاعات الطاقة والزراعة والنفايات ومياه الصرف الصحي. وتم الاتفاق على لائحة جديدة للاتحاد الأوروبي في العام التالي للحد من انبعاثات الميثان من قطاع الطاقة، سواء داخل أوروبا أو سلاسل التوريد العالمية.
التأثير الإيجابي على المجتمع
إن صناع السياسات الأوروبيين والحكومات الوطنية في حاجة إلى أدلة علمية موثوقة لمساعدتهم في اتخاذ قراراتهم. ولقد كانت أهمية خفض انبعاثات غاز الميثان معروفة منذ فترة طويلة، ولكن فهم التكاليف المترتبة على التقاعس عن العمل، ومدى أهمية الفوائد المترتبة على اتخاذ مثل هذه الإجراءات في الأمد القريب يشكل أهمية حيوية.
يساعد هذا البحث على إظهار أنه من خلال خفض انبعاثات غاز الميثان اليوم، يمكننا مكافحة تغير المناخ ، وتعزيز اقتصادنا، وتحسين صحة الإنسان، وتخفيف الضغط على أنظمة الرعاية الصحية المرهقة، ومساعدة المواطنين على عيش حياة أفضل.