أخبارتغير المناخ
العالم يفقد ما يعادل مساحة مصر من الأراضي الزراعية سنويًا.. غدا بدء COP16 في الرياض لمكافحة التصحر
تتعرض مساحة من الأراضي الصحية والمنتجة بحجم مصر، أي حوالي 100 مليون هكتار، للتدهور كل عام بسبب الجفاف والتصحر، وهو ما ينجم أساساً عن تغير المناخ وسوء إدارة الأراضي.
في الثاني من ديسمبر، ستجتمع بلدان من مختلف أنحاء العالم في الرياض تحت رعاية اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD) لمناقشة كيفية التحول من التدهور إلى التجديد، حتى 13 ديسمبر الجاري تحت شعار أرضنا.. مستقبلنا.
فيما يلي خمسة أشياء تحتاج إلى معرفتها حول التصحر، ولماذا يجب على العالم التوقف عن التعامل مع الكوكب مثل الأوساخ لحماية الأراضي المنتجة التي تدعم الحياة على الأرض.
لا حياة بدون أرض
ربما يكون من الواضح أن الحياة لن تستمر بدون أرض صحية. فهي التي تغذي البشرية وتلبسها وتأويها.
كما أنها توفر فرص العمل وتدعم سبل العيش وتشكل الأساس للاقتصادات المحلية والوطنية والعالمية. كما أنها تساعد في تنظيم المناخ وهي ضرورية للتنوع البيولوجي.
وعلى الرغم من أهميتها للحياة كما نعرفها، فإن ما يصل إلى 40% من أراضي العالم متدهورة، مما يؤثر على حوالي 3.2 مليار شخص؛ وهذا ما يقرب من نصف سكان العالم.
من إزالة الغابات من الجبال في هايتي، إلى الاختفاء التدريجي لبحيرة تشاد في منطقة الساحل وجفاف الأراضي المنتجة في جورجيا في شرق أوروبا، يؤثر تدهور الأراضي على جميع أنحاء العالم.
ليس من المبالغة أن نقول إن مستقبلنا على المحك إذا لم تحافظ أرضنا على صحتها.
الأراضي المتدهورة
التصحر، هو العملية التي تتدهور بها الأراضي في المناطق الجافة عادة، وينتج عن عوامل مختلفة، بما في ذلك التغيرات المناخية والأنشطة البشرية، مثل الإفراط في الزراعة أو إزالة الغابات.
يتم فقدان 100 مليون هكتار (أو مليون كيلومتر مربع)، أي ما يعادل مساحة بلد مثل مصر، من الأراضي الصحية والمنتجة كل عام.
التربة الموجودة على هذه الأراضي، والتي قد يستغرق تشكلها مئات السنين، تتعرض للاستنزاف، وغالباً بسبب الطقس المتطرف.
تضرب موجات الجفاف بقوة أكبر وبشكل متكرر، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة المياه بحلول عام 2050.
ترتفع درجات الحرارة بسبب تغير المناخ مما يؤدي إلى مزيد من الأحداث الجوية المتطرفة، بما في ذلك الجفاف والفيضانات، مما يزيد من التحدي المتمثل في الحفاظ على إنتاجية الأراضي.
خسارة الأراضي والمناخ
هناك أدلة واضحة على أن تدهور الأراضي مرتبط بالتحديات البيئية الأوسع نطاقا مثل تغير المناخ.
تمتص النظم البيئية الأرضية ثلث ثاني أكسيد الكربون الناتج عن الأنشطة البشرية، وهو الغاز الذي يتسبب في تغير المناخ. ولكن سوء إدارة الأراضي يهدد هذه القدرة الحرجة، مما يزيد من تقويض الجهود الرامية إلى إبطاء إطلاق هذه الغازات الضارة.
إن إزالة الغابات، التي تساهم في التصحر، تتزايد، حيث لا يزال 60% فقط من غابات العالم سليمة، وهو ما يقل عن ما تسميه الأمم المتحدة “الهدف الآمن المتمثل في 75%”.
لحظة انطلاق نحو رفع الطموح العالمي
ومن جانبه أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أن مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر يمثل لحظة انطلاق نحو رفع الطموح العالمي، وتسريع العمل على مقاومة الأراضي والجفاف من خلال نهج يركز على الإنسان.
وأضاف أن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD) هي الصوت العالمي للأرض وواحدة من المعاهدات الثلاث الرئيسية للأمم المتحدة المعروفة باسم اتفاقيات ريو، إلى جانب المناخ والتنوع البيولوجي.
مؤتمر الأطراف هو الهيئة الرئيسية لاتخاذ القرارات لأطراف اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر البالغ عددها 197 طرفًا – 196 دولة والاتحاد الأوروبي، ويتزامن مؤتمر الأطراف السادس عشر مع الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر ، وهو أكبر مؤتمر للأمم المتحدة بشأن الأراضي حتى الآن، وأول مؤتمر لأطراف اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر يعقد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي تعرف عن كثب آثار التصحر وتدهور الأراضي والجفاف.
ومن المتوقع أن يشكل مؤتمر المناخ COP16 نقطة تحول كبيرة، من خلال الإشارة إلى التزام عالمي متجدد بتسريع الاستثمار والعمل على استعادة الأراضي وتعزيز القدرة على الصمود في مواجهة الجفاف لصالح الناس والكوكب.
ما الذي يجب فعله؟ لحظة “الانطلاقة الكبرى”
والخبر السار هو أن البشرية تمتلك المعرفة والقوة اللازمة لإعادة الحياة إلى الأرض، وتحويل التدهور إلى استعادة.
يمكن إنشاء اقتصادات قوية ومجتمعات مرنة من خلال معالجة آثار الجفاف المدمر والفيضانات المدمرة.
والأمر الحاسم هنا هو أن الأشخاص الذين يعتمدون على الأرض هم الذين ينبغي أن يكون لهم الكلمة الأكبر في كيفية اتخاذ القرارات.
وتقول اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إنه من أجل “تحقيق لحظة تاريخية للأرض”، يتعين استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي المتدهورة بحلول عام 2030.
ويحدث هذا بالفعل مع المزارعين الذين يتبنون تقنيات جديدة في بوركينا فاسو، والمدافعين عن البيئة في أوزبكستان الذين يزرعون الأشجار للقضاء على انبعاثات الملح والغبار، والناشطين الذين يحمون العاصمة الفلبينية مانيلا من الطقس القاسي من خلال تجديد الحواجز الطبيعية.
ما الذي يمكن تحقيقه في الرياض؟
سيجتمع صناع السياسات والخبراء والقطاعين الخاص والمدني وكذلك الشباب في الرياض لتحقيق سلسلة من الأهداف، بما في ذلك:
- تسريع استعادة الأراضي المتدهورة بحلول عام 2030 وما بعده
- تعزيز القدرة على الصمود في مواجهة موجات الجفاف المتزايدة والعواصف الرملية والترابية
- استعادة صحة التربة وتوسيع نطاق إنتاج الغذاء الإيجابي للطبيعة
- تأمين حقوق الأراضي وتعزيز المساواة من أجل إدارة الأراضي بشكل مستدام
- ضمان استمرار الأرض في توفير حلول المناخ والتنوع البيولوجي
- إطلاق العنان للفرص الاقتصادية، بما في ذلك فرص العمل اللائقة القائمة على الأرض للشباب