علماء: الجفاف والجوع لملايين المواطنين في دول جنوب أفريقيا سببه ظاهرة النينيو وليس تغير المناخ

قال علماء، إن الجفاف الذي دفع الملايين من الناس إلى الجوع في جميع أنحاء جنوب أفريقيا كان مدفوعا في الغالب بنمط الطقس النينيو وليس تغير المناخ.

وأعلنت زامبيا وزيمبابوي ومالاوي منطقة كارثة وطنية بسبب موجة الجفاف الشديدة التي بدأت في يناير ودمرت القطاع الزراعي وأدت إلى تدمير المحاصيل والمراعي.

وفي نداء للحصول على مساعدات بقيمة 900 مليون دولار هذا الأسبوع، ربط رئيس زامبيا هاكايندي هيشيليما قلة الأمطار بتغير المناخ.

لكن العلماء في مجموعة أبحاث World Weather Attribution (WWA) وجدوا أن ظاهرة الاحتباس الحراري لا علاقة لها بها.

وقالت جويس كيموتاي، من جامعة إمبريال كوليدج في لندن: “على مدى العام الماضي، أظهرت دراسات الإسناد أن العديد من الظواهر الجوية المتطرفة كانت مدفوعة بمزيج من تغير المناخ وظاهرة النينيو”، وأضافت “يبدو أن الجفاف في جنوب أفريقيا هو مثال نادر لحدث تغذيه في المقام الأول ظاهرة النينيو”.

تحليل بيانات الطقس التاريخية

وفي دراسة ركزت على زيمبابوي وبوتسوانا وزامبيا وموزمبيق، قام الباحثون بتحليل بيانات الطقس التاريخية للفترة من ديسمبر إلى فبراير، وهي ذروة موسم الأمطار.

ووجدوا أن هطول الأمطار قد زاد بالفعل في المنطقة مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

لكنهم قالوا إن هطول الأمطار الفعال ظل كما هو، ويرجع ذلك على الأرجح إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى المزيد من تبخر الماء.

ومن ناحية أخرى، أظهرت البيانات أن ظاهرة النينيو، وهي ظاهرة مناخية طبيعية متكررة، أدت إلى هطول أمطار أقل، مما يزيد من احتمال حدوث موجات جفاف شديدة.

وقالت المجموعة “تشير النتائج مجتمعة إلى أن ظاهرة النينيو، وليس تغير المناخ الذي يسببه الإنسان، كانت المحرك الرئيسي للجفاف في جنوب أفريقيا هذا العام”.

طقس أكثر سخونة على مستوى العالم

وتتوافق ظاهرة النينيو مع ارتفاع درجات الحرارة السطحية على نطاق واسع في وسط وشرق المحيط الهادئ الاستوائي.

ويحدث ذلك في المتوسط ​​كل سنتين إلى سبع سنوات، مما يؤدي إلى طقس أكثر سخونة على مستوى العالم.

تستمر الحلقات عادةً من تسعة إلى 12 شهرًا.

وظاهرة النينيو الحالية ظهرت في منتصف عام 2023 ومن المتوقع أن تؤثر على درجات الحرارة حتى شهر مايو.

وفي وقت سابق هذا الشهر قالت منظمة أوكسفام للإغاثة إن أكثر من 20 مليون شخص يواجهون الجوع وسوء التغذية في أنحاء الجنوب الأفريقي بسبب الجفاف.

كما أدى نقص المياه، خاصة في زامبيا وزيمبابوي، إلى تفشي وباء الكوليرا وغيرها من الأمراض المنقولة بالمياه، وفقا للمنظمة العالمية للمياه.