الصراعات وتغير المناخ والصدمات الاقتصادية تزيد من خطر الجوع الشديد عالميا.. غزة والسودان في المقدمة

وجد تحليل جديد لحالة الجوع العالمي، أن الصراعات وتغير المناخ والصدمات الاقتصادية تدفع عددًا متزايدًا من الناس إلى الجوع الحاد، مما يعرض للخطر المكاسب التي تحققت خلال السنوات السابقة في تحقيق هدف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة المتمثل في القضاء على الجوع بحلول عام 2030.

وجد التقرير العالمي حول أزمة الغذاء لعام 2024، الذي نُشر يوم الأربعاء، أن 281.6 مليون شخص، أو 21.5% من السكان الذين تم تحليلهم في عام 2023، واجهوا مستويات عالية من انعدام الأمن الحاد في 59 دولة ومنطقة تعاني من أزمة الغذاء.

وقال دومينيك بورجيون، مدير منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في جنيف: “عندما نتحدث عن انعدام الأمن الغذائي الحاد، فإننا نتحدث عن الجوع الشديد الذي يشكل تهديداً مباشراً لسبل عيش الناس وحياتهم”.

وأضاف: “هذا هو الجوع الذي يهدد بالانزلاق إلى المجاعة والتسبب في الموت على نطاق واسع”، “يخبرنا التقرير أيضًا أن 60% من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد يعيشون في البلدان العشرة التي تواجه أعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد.”

غزة

ويقول التقرير، إن “الأزمات الغذائية تصاعدت بشكل مثير للقلق في بؤر النزاع الساخنة” في عام 2023، ولا سيما في غزة والسودان. وتقول إنه في نهاية العام، أصبح قطاع غزة يعاني من أسوأ أزمة غذائية في تاريخ تقاريره.

وقال جيان كارلو سيري، مدير برنامج الأغذية العالمي في جنيف:” الوضع في غزة مقلق للغاية، نعلم جميعًا أننا نقترب يومًا بعد يوم من حالة المجاعة”.

وأضاف “سوء التغذية بين الأطفال ينتشر. تشير تقديراتنا إلى أن 30% من الأطفال دون سن الثانية يعانون من سوء التغذية الحاد أو الهزال نقص الوزن بالنسبة للطول، وأن 70% من السكان في الشمال يواجهون جوعًا كارثيًا”.

وقال: “هناك أدلة معقولة على أن عتبات المجاعة الثلاث – انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية والوفيات – سيتم تجاوزها في الأسابيع الستة المقبلة”، مشيراً إلى أن الناس في غزة لا يستطيعون تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية، بعد استنفاد جميع استراتيجيات التكيف، واقتصر الأمر إلى حد كبير على بيع الممتلكات لشراء الطعام.

وقال: “إنهم في معظم الأوقات معدمين، ومن الواضح أن بعضهم يموت من الجوع”، مضيفاً أنه “عندما نعلن المجاعة، يكون الأوان قد فات”. لقد فقدنا بالفعل عددًا كبيرًا من الأشخاص”.

وقالت كورتني بليك، كبيرة المستشارين الإنسانيين للبعثة الأمريكية في جنيف، للصحفيين إن كبار المسؤولين الحكوميين في واشنطن صرحوا بوضوح أنه يجب بذل المزيد من الجهود للتخفيف من هذا الوضع.

وقالت: “تحتاج إسرائيل إلى توفير الوصول دون عوائق إلى كل من شمال وجنوب غزة من أجل وقف التدهور السريع في الوضع الغذائي ومنع فقدان الأرواح بسبب المجاعة وسوء التغذية الحاد وتفشي الأمراض”.

نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الناس يتضورون جوعا في غزة وألقى باللوم على حماس في نقص المساعدات الإنسانية التي تدخل الأراضي المحتلة.

السودان

وقال بورجيون من الفاو إن السودان يواجه أزمة جوع ويتطلب اتخاذ إجراءات فورية لوقف التدهور السريع في وضع الأمن الغذائي في البلاد، مضيفا “لدينا حوالي 18 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

ولدينا حوالي 5 ملايين شخص في التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي 4 – التصنيف المتكامل لمرحلة الأمن الغذائي، والذي يعني على بعد خطوة واحدة من المجاعة- ، وتسعة من كل 10 من هؤلاء الناس… موجودون في المناطق الساخنة الحالية في دارفور وكردفان والجزيرة والخرطوم.

وقال بورجيون: “ما يثير قلقنا للغاية هو أن الجزء الأكبر من هؤلاء الناس يعتمدون على الزراعة في كسب عيشهم”، “نحن على بعد بضعة أسابيع من موسم الزراعة؛ ومن الأهمية بمكان أنه حيثما يكون من الممكن الوصول إلى الناس، فإننا نزودهم بالمدخلات الزراعية في الوقت المناسب حتى يتمكنوا من زراعة حقولهم.

الأطفال في جميع أنحاء العالم

ويشير ستيفانو فيديل، منسق مجموعة التغذية العالمية في اليونيسف بجنيف، إلى أن 36.4 مليون طفل دون سن الخامسة في 32 دولة تعاني من أزمة يعانون من سوء التغذية الحاد، ويعاني 9.8 مليون طفل من سوء التغذية الحاد الشديد وبحاجة ماسة إلى العلاج.

وأضاف: “هؤلاء الأطفال معرضون بشكل متزايد لخطر الموت”، “وحتى لو تعافوا من سوء التغذية، فمن المرجح ألا يحققوا كامل إمكاناتهم المعرفية أو التنموية، وهو ما له تأثير حاسم على المستوى الفردي، ولكن أيضًا من حيث التنمية المحتملة للبلد”.