أخبار
الفيضانات المخفية.. ماذا تعرف عن فيضانات المياه الجوفية وما خطورتها؟
توفر المناطق الكارستية، التي تغطي حوالي 15% من مساحة اليابسة على الأرض، المياه العذبة لنحو ربع سكان العالم. وعلى الرغم من أهميتها، إلا أن هذه المناطق معرضة لفيضانات متكررة وغير ملحوظة في كثير من الأحيان للمياه الجوفية.
تشكل هذه الفيضانات المخفية مخاطر كبيرة، ومع ذلك فقد تم إهمالها تاريخياً من قبل عامة الناس والعلماء وصناع السياسات، مما يكشف عن فجوة كبيرة في الإدارة البيئية .
في مقال نشر مؤخرًا في مجلة Science ، أصدر باحثون بقيادة البروفيسور ني يون بينج من معهد الزراعة شبه الاستوائية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم تحذيرًا حاسمًا بشأن مخاطر فيضانات المياه الجوفية .
ودعوا إلى إدارة شاملة للمياه لمكافحة فيضانات المياه الجوفية بشكل فعال. والجدير بالذكر أن هذه هي المرة الثالثة التي تنشر فيها مجلة Science ورقة بحثية تتعلق بالنظام البيئي الكارستي في جنوب غرب الصين.
قام الباحثون بتجميع الدراسات من المناطق الكارستية في جنوب الصين وإيران، وكذلك من مناطق أخرى غير كارستية حول العالم. وتسلط النتائج التي توصلوا إليها الضوء على الخصائص الفريدة، والإمكانات التدميرية، والأسباب المعقدة لفيضانات المياه الجوفية، فضلا عن الآثار والمخاطر البيئية المرتبطة بهجرة الملوثات إلى أنظمة المياه الجوفية.
ووفقا للباحثين، فإن الطرق التقليدية للسيطرة على الفيضانات، مثل السدود والسدود، غير كافية لمعالجة فيضانات المياه الجوفية لأن الآليات المعنية تختلف جوهريا عن الفيضانات السطحية.
إن الافتقار إلى المراقبة والأبحاث المخصصة لفيضانات المياه الجوفية يحد من تطوير النماذج التنبؤية ويقيد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالفيضانات، وخاصة في المناطق التي لا تتوفر فيها بيانات كافية.
ولمعالجة هذه القضايا، يقترح الباحثون عدة استراتيجيات، بما في ذلك تطوير تقنيات مراقبة المياه الجوفية ونقل البيانات فعالة من حيث التكلفة. ويدعوون إلى إنشاء شبكات واسعة النطاق لأنظمة مراقبة المياه الجوفية ويشددون على الحاجة إلى تقييم تأثير التغيرات في الغطاء النباتي واستخدام الأراضي على ديناميات المياه الجوفية.
وقال الدكتور حامد م. بهزاد، المؤلف الأول للمقال: “على الرغم من انتشار فيضانات المياه الجوفية، إلا أنها لا تزال غير معترف بها إلى حد كبير ولم تتم معالجتها على مستوى العالم”، “تهدف هذه التدابير إلى تعزيز خطط إدارة المياه الشاملة التي تشمل الجمهور بشكل فعال ويتم تنسيقها من قبل الإدارات التشغيلية، مما يضمن الاستخدام المستدام لموارد المياه السطحية والجوفية.”