كيف يسبب تغير المناخ والكوارث الطبيعية زيادة مسببات الأمراض الفطرية؟

مساهمة تغير المناخ والكوارث الطبيعية في الفسيولوجيا المرضية لمسببات الأمراض الفطرية وعوامل الخطر للإصابة بالأمراض الفطرية غير معروفة نسبيًا.

وينصب التركيز الآن على الكيفية التي يمكن بها لارتفاع درجات الحرارة العالمية أن تزيد من تحمل الفطريات للحرارة لتصبح أكثر ملاءمة وضراوة.

يمكن أن يخلق تغير المناخ الظروف الأساسية لظهور مسببات الأمراض الفطرية الجديدة بنجاح أكبر وتكيفًا.

يمكن أن يمنح القدرة على التكيف مع الموائل السابقة غير المثالية، مما قد يؤدي إلى الانتشار الجغرافي إلى مناطق غير موبوءة تقليديًا.

علاوة على ذلك، يرتبط تغير المناخ بزيادة حدوث الكوارث الطبيعية وشدتها، والتي قد تؤدي إلى تفشي الأمراض الفطرية.

وهذا يعني بالتالي التداول من المعلومات المتاحة أن السكان المعرضين للخطر اجتماعيًا هم الأكثر تضررًا.

يحتاج أصحاب المصلحة الرئيسيون إلى خلق الوعي والبحث والتمويل والسياسات التي تساعد في الحد من التأثير المنسوب إلى تغير المناخ والفطريات المرتبطة بالكوارث.

مشكلة عالمية غير مدروسة

تأثير تغير المناخ على مسببات الأمراض الفطرية والأمراض الناجمة عن الكوارث الطبيعية والنزوح، يشكل مشكلة عالمية بالغة الأهمية، ولكنها غير مدروسة، ولا تقتصر آثارها الضارة على البلدان المنخفضة الدخل فحسب، بل إنها تمتد إلى البلدان المرتفعة الدخل بشكل خاص.

ومن المعروف على نطاق واسع أن الأمراض المعدية، من العدوى الفطرية ــ التي أصبحت الآن متفاقمة بسبب تغير المناخ والكوارث الطبيعية ــ إلى العديد من الأمراض الأخرى، كانت التحدي الأكبر الذي واجهته أنظمة الصحة في أي مكان على الإطلاق، سواء في الفئات السكانية الضعيفة أو غيرها.

وعلى هذا فإن الاستجابة لتغير المناخ سوف تتطلب جهداً عالمياً متضافراً إذا كنا نريد التخفيف من معظم النتائج الضارة وتعزيز المعرفة بالارتباطات بين تغير المناخ والكوارث الطبيعية والأمراض الفطرية.

ومن الممكن أن يؤدي تحسين الفهم إلى تعزيز الجهود الرامية إلى الوقاية والكشف المبكر والعلاج.

وينبغي للبحوث في هذا الصدد أن تفسح المجال لاستكشاف الدور الذي يلعبه الاحتباس الحراري العالمي فيما يتصل بالجوانب التالية، من بين أمور أخرى، لتحسين المعرفة في هذا المجال:

•  تأثيرات الاحتباس الحراري على الفطريات ثنائيةالشكل والوصول إلى الأشكال الأكثر انتشارًا
•  مقاومة الفطريات للإجهاد الحراري في سياقالانحباس الحراري العالمي
•  التفاعل بين المضيف ومسببات الأمراضالفطرية البشرية المتكيفة حرارياً
•  علم الوراثة وعلم الوراثة فوق الجينية للتكيفالحراري في الفطريات
•  الاحتباس الحراري وهجرة الطيور وعلاقتهابالعدوى الفطرية

علاوة على ذلك، فإن تجنب الإصابة بالفطريات يتطلبالتنسيق. وفي هذه النقاط، قد تكون التدابير علىالنحو التالي:

* يجب أن يُعتبر التخفيف من آثار تغير المناخ مسؤولية جماعية بالتنسيق العالمي للحد بشكل جماعي من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري واحتواء ارتفاع درجات الحرارة.

* يجب تطهير المناطق التي غمرتها الفيضانات أو التي تأثرت بالكوارث بأي شكل من الأشكال بسرعة وكفاءة لتجنب تفشي العدوى الفطرية على نطاق واسع.

* الاستثمار في الدراسات والابتكارات وتعزيز المراقبة وخلق الوعي.

* البنية التحتية الصحية، والوصول إلى الأدوية المضادة للفطريات؛ والخدمات الصحية، والتدريب للمهنيين الصحيين، وخاصة في البيئات ذات الموارد الفقيرة.

ويجب أن يكون هناك المزيد من الاستثمار في الإجراءات التي يجب اتخاذها في إطار المواضيع المرتبطة بتغير المناخ والكوارث المتزايدة المنسوبة إليه، على الفئات الأكثر ضعفا.