أخبارتغير المناخ
فترات الجفاف الشديد أصبحت أكبر وأشد حرارة وجفافًا وأطول

لقد أصبحت موجات الجفاف الشديدة التي تستمر لسنوات طويلة أكثر حرارة وجفافاً وأكبر حجماً منذ ثمانينيات القرن العشرين.
ويمكن أن تكون موجات الجفاف الطويلة الأمد ــ بعضها شديد بما يكفي لتصنيفه على أنه ” جفاف هائل ” ــ مدمرة بشكل خاص للزراعة والنظم البيئية.
وقد أدت درجات الحرارة المرتفعة المرتبطة بتغير المناخ إلى زيادة خطر الجفاف لأن الهواء الأكثر دفئًا يمكن أن يحتفظ بمزيد من الرطوبة، مما يعزز التبخر من الأرض.
وإلى جانب أنماط هطول الأمطار المتغيرة التي تؤدي إلى قلة الأمطار، يمكن أن يؤدي هذا إلى تفاقم وإطالة فترات الجفاف – كما شهدنا في أسوأ حالات الجفاف الكبير في الألفية الأخيرة في أجزاء من أمريكا الشمالية والجنوبية.
أصبحت حالات الجفاف أشد
تمكن ديرك كارجر من المعهد الفيدرالي السويسري لأبحاث الغابات والثلوج والمناظر الطبيعية وزملاؤه من تحديد أكثر من 13 ألف حالة جفاف استمرت لمدة عامين على الأقل بين عامي 1980 و2018 للكشف عن الاتجاهات طويلة الأمد.
ووجدوا أنه منذ ثمانينيات القرن العشرين، أصبحت أشد حالات الجفاف المتعددة السنوات جفافًا وسخونة.
كما أثرت موجات الجفاف على جزء أكبر من الكرة الأرضية، حيث توسعت المنطقة المتضررة من أشد 500 حالة جفاف في أي عام بنحو 50 ألف كيلومتر مربع سنويا، ويقول كارجر: “هذه مساحة أكبر من سويسرا”.
النظم البيئية أصبحت أكثر قتامة
وأظهرت صور الأقمار الصناعية للخضرة في المناطق المتضررة بالجفاف أن بعض النظم البيئية أصبحت أكثر قتامة، مما يشير إلى أن الظروف الجافة كانت لها تأثير.
وكان التحول الأكثر دراماتيكية في المراعي المعتدلة، والتي هي أكثر حساسية للتغيرات في توفر المياه، في حين أظهرت الغابات الاستوائية والشمالية استجابة أصغر.
ولم يقم الباحثون بإجراء تحليل رسمي لتحديد مدى مساهمة تغير المناخ الناجم عن أنشطة الإنسان في هذا الاتجاه، لكن الأنماط تتفق مع ما يتوقع الباحثون رؤيته مع ارتفاع درجات الحرارة، كما يقول بنيامين كوك من جامعة كولومبيا في نيويورك، والذي لم يشارك في البحث.
ويسلط العمل الضوء على كيف يمكن للجفاف الطويل الأمد أن يخلف عواقب وخيمة مثل الكوارث المناخية مثل حرائق الغابات المدمرة أو الأعاصير القوية، كما يقول كوك، “بالنسبة للناس والنظم البيئية، فإن التأثير التراكمي للجفاف هو ما يهم حقًا”.