جبال
جبال الجزائر تتقلد “تيجان الثلج” وهواة التزلج غاضبون
تعيش الجزائر شتاءات من دون ثلوج، لكن الجبال هذا العام بدت بيضاء مثل كثبان الرمال في الصحراء، وفي حين فرح بعض الناس بهذا المشهد الفريد، غضب آخرون من عدم قدرتهم على ممارسة هواياتهم المفضلة في التزلج.
جبال الشرق
على عكس ما كان منتظراً، يتجه فصل الشتاء في الجزائر إلى الانقضاء من دون تنشيط ساحات وجبال التزلج التي تعاني الهجران من جانب محبي هذه الرياضة.
وتعتبر جبال الشمال، لا سيما الشرقية منها، مقصداً لعشاق التزلج والتسلق والتمتع بالطبيعة والثلوج، فبمجرد تساقط الثلوج، يشق كثير من الهواة والسياح طريقهم إلى جبال تيكجدة والبابور والشريعة، التي يغطيها الجليد سريعاً، للاستمتاع بممارسة رياضتهم المفضلة والتمتع بالطبيعة، وهي المناطق التي تصنف من أهم وجهات السياحة الشتوية في البلاد.
وعلى الرغم من الاهتمام الشعبي برياضة التزلج، فإنها تعاني ضعف التعاطي الرسمي معها، يقول عضو الجمعية الرياضية “الهواء النقي” عبد الكريم بوناب، إن أغلب المناطق التي يقصدها الزوار والسياح من أجل ممارسة رياضة التزلج تعاني صعوبات جمة، على اعتبار أنها أماكن معزولة لا تنشط بها الحركة سوى أثناء سقوط الثلوج، مضيفاً أن عدم وجود مصاعد هوائية يحتم على الزائر قطع مسافات طويلة سيراً على الأقدام، الأمر الذي يجعل هواة هذه الرياضة يتراجعون عن ممارستها، وبعضهم هجرها من دون رجعة.
كما أن ضعف الأمن في بعض المناطق، وغياب النشاط التجاري من فنادق ونواد ومحلات ومراكز راحة في جهات أخرى، يجعل الإقبال ضعيفاً على ممارسة التزلج وتسلق الجبال والرياضات الثلجية، ويضيف بوناب أن هناك نوعاً من التحول في اتجاه تحسين الأوضاع وإعادة بعث هذه الرياضات.
للمتسلقين فرصة
وفي حين ينتقد هواة التزلج الوضع الذي بات استمراره يهدد رياضتهم بالاختفاء، يبقى الزوار والسياح المهتمون والمعجبون بالمناظر الطبيعية وكذا متسلقو الجبال في تزايد مستمر، بخاصة من المحليين، على اعتبار أن الفئة الأولى لا تبحث عن المبيت بقدر ما تسعى إلى التمتع بالطبيعة والابتعاد عن ضجيج المدينة وضغط العمل والدراسة، حيث يأتون صباحاً ويعودون مساء إلى ديارهم، فيما تفضل الفئة الثانية المغامرة والتعب والمشي والمبيت في الغابات والبراري، وعليه لا يبالون بتوافر البنى التحتية، الأمر الذي جعل دائرة المهتمين بالتسلق تتوسع خلال السنوات الأخيرة، لكن تبقى بعض السلبيات التي تستدعي تحرك الجهات الرسمية من أجل تحسين الأمور بشكل يرفع أعداد السياح.
في السياق، صرح رئيس نادي “مون ريون” للتزلج والرياضات الجبلية حسين آيت قاسي، بأن الجمعية تسعى من خلال النشاطات التي تقوم بها إلى رفع مستوى الرياضيين ورياضة التسلق بصفة عامة، وقال “نهدف إلى إبقاء رياضيينا في أجواء المنافسة، ونحاول رفع وتطوير مستوى المتسلقين الجزائريين بصفة عامة، لا سيما في ظل تقلص المنافسات المنظمة من قبل الاتحادية الجزائرية للتزلج والرياضات الجبلية.
نحو إحياء النشاط
الاتحادية الجزائرية للتزلج والرياضات الجبلية هي واحدة من أقدم الاتحادات في البلاد، إذ يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1963، أي بعد عام من الاستقلال، وانضمت إلى الاتحاد العالمي للتزلج على الثلوج في 1965، والاتحاد الدولي لجمعيات تسلق الجبال في 2001.
ولا يزال الأمل قائماً في أن تكون الأسابيع المقبلة غنية بالثلوج المتساقطة، ما يفتح الأبواب أمام السياحة الشتوية وعودة رياضة التزلج وتسلق الجبال والركض والتخييم والتمتع بالطبيعة، لا سيما حين تكتسي الكثبان الرملية في الصحراء باللون الأبيض، مثلما حدث في السنوات الماضية، عندما لبست المنطقة الجنوبية حلة ثلجية في مشهد مذهل، حيث تعرف المنطقة بمناخها الحار والجاف.
المصدر : اندبندنت عربية